1.4 مليون زائر يدفعون نمو السياحة في أبوظبي خلال الربع الأول من 2025
سجّل قطاع السياحة في أبوظبي 1.4 مليون نزيل في الفنادق خلال الربع الأول من عام 2025، في مؤشر قوي على استمرارية نمو السياحة في الإمارة. وتواصل أبوظبي جذب الزوّار من الهند، والصين، وروسيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، ما يعزّز مكانتها كوجهة سياحية عالمية رائدة.
وتُظهر مؤشرات الضيافة هذا التوجّه التصاعدي. فقد حققت فنادق أبوظبي إيرادات بلغت 2.3 مليار درهم، بزيادة سنوية قدرها 18%. كما ارتفع العائد لكل غرفة متاحة (RevPAR) بنسبة 25% ليصل إلى 484 درهمًا، في حين استقر متوسط إشغال الفنادق عند 79%، ما يعكس استقرارًا في الطلب رغم التغيرات الاقتصادية العالمية.
مساهمة السياحة في اقتصاد أبوظبي تصل إلى 62 مليار درهم
أصبحت السياحة ركيزة أساسية في اقتصاد أبوظبي. ويتوقّع أن تصل مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 62 مليار درهم في عام 2025، بزيادة قدرها 13% عن العام السابق، ودعم أكثر من 255,000 وظيفة. هذا النمو يعزز مكانة أبوظبي كمركز سياحي عالمي.
وتهدف الإمارة إلى تحقيق إيرادات سياحية تصل إلى 90 مليار درهم بحلول عام 2030، بدعم من استراتيجيتها الشاملة للسياحة "أبوظبي 2030".
توسيع نطاق الوصول العالمي: استهداف 25 سوقًا سياحيًا
تشهد استراتيجية أبوظبي السياحية تطورًا ملحوظًا نحو تنويع الجمهور المستهدف. فقد ارتفع عدد الأسواق المصدر من 11 سوقًا في عام 2023 إلى 25 سوقًا في 2024. وتعدّ دول رابطة الدول المستقلة (CIS)، واليابان، وشرق أوروبا من الأسواق الجديدة المستهدفة.
يتماشى هذا التوسع المدروس مع جهود الإمارة لتعزيز مرونة السوق، وتقليل الاعتماد على الأسواق التقليدية، وضمان نمو مستدام لقطاع السياحة.
الاستثمارات الثقافية تدفع نمو السياحة في أبوظبي
لا يقتصر النجاح السياحي لأبوظبي على قطاع الضيافة والترفيه، بل تشكل الاستثمارات الثقافية الكبرى عنصرًا أساسيًا في جذب الزوار. حيث تواصل المشاريع الثقافية الضخمة ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة تجمع بين التراث والفن والابتكار.
أحدث الإضافات هو مشروع "teamLab Phenomena أبوظبي"، الذي يقدّم تجربة فنية تفاعلية على مساحة 17,000 متر مربع، ما يعمّق من العروض الفنية في المدينة. كما تستعد منطقة السعديات الثقافية لاستقبال "متحف التاريخ الطبيعي – أبوظبي" و"متحف زايد الوطني"، ما يثري المشهد الثقافي للإمارة.
وبالنظر إلى المستقبل، لا يزال مشروع "متحف غوغنهايم أبوظبي"، الذي سيعرض مجموعة عالمية من الفن الحديث والمعاصر، في طريقه للافتتاح في عام 2026، مما يعزز من موقع أبوظبي كمركز فني عالمي.
استثمارات سياحية ثابتة رغم تقلبات أسعار النفط
على عكس النماذج الاقتصادية التقليدية المرتبطة بأسعار الطاقة، ترتكز استراتيجية السياحة في أبوظبي على الاستدامة طويلة الأمد. وقد أكّدت الإمارة التزامها بالاستثمار في القطاع السياحي بغض النظر عن تقلبات أسعار النفط. وأكد المسؤولون أن المشاريع السياحية ستستمر سواء بلغ سعر النفط 55 دولارًا أو 100 دولار.
هذا النهج يعكس رؤية أبوظبي في تعزيز نمو السياحة بعيدًا عن الاعتماد على النفط، وتثبيت مكانتها كاقتصاد متنوع يتمتع بقدرة تنافسية عالمية.