الطفرة الصناعية: 111.6 مليار درهم (30.1 مليار دولار) تعزز نمو أبوظبي الصناعي
تشهد أبوظبي تحوّلًا جذريًا في اقتصادها عبر ازدهار القطاعات غير النفطية. ففي عام 2024، نما الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للإمارة بنسبة 3.8% ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 1.2 تريليون درهم (324 مليار دولار)، حيث سجلت الأنشطة غير النفطية أعلى مساهمة لها على الإطلاق بنسبة 54.7%. تمثل هذه الأرقام نقلة نوعية نحو نموذج اقتصادي أكثر تنوعًا واستدامة، مما يعكس الاستراتيجيات المستقبلية التي تدفع بنمو أبوظبي الصناعي إلى الأمام.
في صلب هذا الزخم، يأتي قطاع التصنيع الذي حقق قيمة مضافة غير مسبوقة بلغت 111.6 مليار درهم (30.1 مليار دولار)، ما يمثل 9.5% من إجمالي الناتج المحلي. وقد سجل القطاع نموًا سنويًا بنسبة 2.7% في عام 2024، وهو دليل على السياسات التحولية التي تدعم نمو أبوظبي الصناعي. ومع تطور التصنيع بالاعتماد على تقنيات ذكية ورقمية، فإن القطاع لا يعزز الإنتاج المحلي فحسب، بل يجذب أيضًا استثمارات دولية كبرى، ما يضمن بقاء النمو الصناعي لأبوظبي قويًا ومتجددًا.
البناء والتمويل: نمو بنسبة 11.3% و10.7% يدفع التوسع الصناعي
سجل قطاع البناء، الذي يمثل 9.1% من إجمالي الناتج المحلي، نموًا لافتًا بنسبة 11.3% ليصل إلى 107.4 مليار درهم (29 مليار دولار). كما نما قطاع المال والتأمين بنسبة 10.7% ليصل إلى 77.8 مليار درهم (21 مليار دولار)، مما يعزز مكانة أبوظبي كمركز اقتصادي مرن ومزدهر. وتُعد هذه القطاعات عناصر محورية في آلة نمو أبوظبي الصناعي، إذ تدفع بتطور البنية التحتية والابتكار المالي. واستمرار تقدمها أمر أساسي في بناء اقتصاد متنوع وتعزيز المنظومة الصناعية.
تأثير استراتيجية أبوظبي الصناعية: قفزة بنسبة 23% في النمو الصناعي
من أبرز عناصر هذا التحول استراتيجية أبوظبي الصناعية (ADIS)، والتي منذ إطلاقها في عام 2022، ساهمت في رفع الناتج الصناعي بنسبة 23% من 90.8 مليار درهم (24.5 مليار دولار) إلى 111.6 مليار درهم (30.1 مليار دولار). كما ارتفع عدد المنشآت الصناعية بنسبة 19.4%، ما يعكس نجاح الاستراتيجية في تعزيز بيئة أعمال تنافسية. وتركز الاستراتيجية على التصنيع المتقدم والتحول الرقمي والممارسات المستدامة، مما يدفع بنمو أبوظبي الصناعي إلى آفاق جديدة ويجعل الإمارة مركزًا صناعيًا رائدًا.
آفاق مستقبلية: النمو غير النفطي يعزز ازدهار أبوظبي الصناعي
مستقبلًا، يظل النمو الصناعي لأبوظبي مبشرًا، مع مساهمة قطاعات أساسية كالنقل والتخزين، والعقارات، والتعليم، والصحة بشكل متزايد في الناتج المحلي. فعلى سبيل المثال، سجل قطاع النقل والتخزين نموًا قياسيًا بنسبة 16.9% ليبلغ 27.8 مليار درهم (7.5 مليار دولار)، في حين بلغ قطاع العقارات 41.7 مليار درهم (11.3 مليار دولار) رغم نمو متواضع نسبته 4.2%.
الاستثمارات المستمرة في هذه المجالات، إلى جانب التركيز على قطاعات ناشئة مثل المركبات الذكية والتقنيات الزراعية الغذائية، ستواصل دفع عجلة نمو أبوظبي الصناعي. ويشكل هذا التوازن في المساهمات القطاعية أساسًا متينًا للابتكار والمنافسة العالمية.
خلاصة القول، من الناتج المحلي الإجمالي القياسي البالغ 1.2 تريليون درهم (324 مليار دولار) إلى المبادرات المستهدفة التي تقود التوسع القطاعي، فإن كل مؤشر يدعم قصة نجاح نمو أبوظبي الصناعي. ويعمل صناع السياسات وقادة الصناعة على البناء على هذه الإنجازات، لضمان استمرار الإمارة كمنارة للتقدم الاقتصادي المستدام والمتنوع.