استثمار بقيمة 6 مليارات دولار لتجاوز تقطع الطاقة المتجددة
تخطو الإمارات خطوة غير مسبوقة نحو مستقبل الطاقة المستدامة من خلال استثمار قدره 6 مليارات دولار في منشأة طاقة متجددة جديدة في أبوظبي تُعد الأولى من نوعها. المشروع، بقيادة "مصدر" وبالشراكة مع شركة مياه وكهرباء الإمارات (EWEC)، يهدف إلى توفير 1 غيغاواط من الطاقة النظيفة دون انقطاع — وهو إنجاز كبير في موثوقية الطاقة المتجددة. وبدمج 5 غيغاواط من الطاقة الشمسية مع 19 غيغاواط/ساعة من سعة تخزين البطاريات، يستهدف المشروع معالجة أحد التحديات الأكثر إلحاحًا في الطاقة النظيفة: التقطع.
أبوظبي وهدف الـ100 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول 2030
تعكس التزامات أبوظبي في الطاقة المتجددة طموحات "مصدر" لبلوغ قدرة إجمالية تصل إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030. ويتماشى هذا الهدف مع خطة الإمارات لتوسيع قدراتها من الطاقة النظيفة لتصل إلى 19.8 غيغاواط في نفس الإطار الزمني. وتبرز مشاريع استراتيجية مثل المرحلة السادسة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة 1.8 غيغاواط، ومحطتي "العبجان" و"الخزنة" في أبوظبي (1.5 غيغاواط لكل منهما) كدليل على التوجه القوي نحو الاستدامة.
التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة: هل نحن على المسار الصحيح؟
رغم تصاعد الاستثمارات، يحذر الخبراء من أن العالم لا يسير بالسرعة الكافية لتحقيق أهداف الطاقة المتجددة. تشير بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) إلى فجوة حادة: يجب أن تصل القدرة العالمية للطاقة المتجددة إلى 11.2 تيراواط بحلول عام 2030، إلا أن الخطط الحالية للدول لا تتجاوز 7.4 تيراواط — بفجوة تبلغ 34%. ومع تزايد الطلب، خصوصًا من التقنيات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الذكاء الاصطناعي، باتت الحاجة إلى توسيع نطاق حلول الطاقة النظيفة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
تخزين البطاريات: العنصر الحاسم لقيادة أبوظبي في مجال الطاقة المتجددة
يبرز تخزين البطاريات كأسرع تقنيات الطاقة نموًا في العالم، مع توقعات بإضافة 100 غيغاواط من سعة التخزين في عام 2025 فقط. وتستفيد مبادرة أبوظبي للطاقة المتجددة من هذا الزخم، ما يضمن توافر الطاقة الشمسية على مدار الساعة. هذا التحوّل نحو "حمولات أساسية متجددة" يمثل تغييرًا جذريًا، ويوفر بديلًا موثوقًا للطاقة الأحفورية دون تقلبات.
مستقبل الطاقة المتجددة في أبوظبي ونمو الاقتصاد
خصصت الإمارات ما بين 40.84 مليار إلى 54.45 مليار دولار للاستثمار في الطاقة بحلول عام 2030، ما يعكس الترابط بين الاستدامة والنمو الاقتصادي طويل الأمد. وبينما تكرّس أبوظبي مكانتها كقائدة في مجال الطاقة المتجددة، فإن قدرتها على الجمع بين مشاريع الطاقة الشمسية الضخمة وأنظمة التخزين المتقدمة تقدم نموذجًا قابلًا للتكرار لدول أخرى. الرسالة واضحة: لم يعد بالإمكان اعتبار الطاقة المتجددة غير مستقرة — بل يجب أن تكون حجر الأساس لمستقبل موثوق ومستدام.
خاتمة: أبوظبي تضع خارطة طريق لحلول الطاقة المتجددة الشاملة
بينما تتسابق الدول لتحقيق أهدافها في مجال الطاقة النظيفة، ترسم أبوظبي مسارًا جديدًا لحلول الطاقة المستدامة على نطاق واسع. تمثل منشأتها الجديدة التي توفر الطاقة المتجددة دون انقطاع مثالًا واضحًا على كيف يمكن للاستثمار والابتكار وتكامل السياسات أن يتغلب على تحديات الطاقة النظيفة طويلة الأمد. ومن خلال دمج أنظمة تخزين البطاريات المتقدمة وتوسيع البنية التحتية للطاقة الشمسية، لا تضمن أبوظبي أمنها الطاقي فحسب، بل توفر أيضًا نموذجًا يُحتذى به للدول التي تسعى نحو بدائل متجددة مستقرة وقابلة للنمو، مما يعزز مكانة الإمارات كقوة عالمية في تحول الطاقة.