النهوض بقطاع السياحة في أبوظبي: رؤية لعام 2030
بدأت أبوظبي مسارًا طموحًا لإعادة تشكيل قطاعها السياحي من خلال إطلاق استراتيجية السياحة 2030. وتسعى الإمارة إلى ترسيخ مكانتها كإحدى أبرز الوجهات العالمية، عبر خطة استراتيجية يقودها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وتهدف إلى رفع أعداد الزوار وتعزيز العائد الاقتصادي، مع تطوير البنية التحتية الثقافية والحضرية في آنٍ واحد.
ركائز استراتيجية للنمو
تقوم استراتيجية 2030 على أربع ركائز رئيسية: العروض وتنشيط المدينة، الترويج والتسويق، البنية التحتية والتنقل، والتأشيرات والتراخيص والتنظيم. وتشمل كل ركيزة مجموعة من المبادرات التي تتكامل فيما بينها لدفع عجلة نمو القطاع السياحي.
- العروض وتنشيط المدينة تركز على تعزيز التجارب الثقافية والترفيهية من خلال تطوير وجهات جديدة وتحويل المناطق الحضرية إلى أحياء نابضة بالحياة. يشمل ذلك توسيع منطقة السعديات الثقافية، وتقديم أنشطة جديدة في جزيرتي ياس والحديريات لتجذب شرائح متنوعة من الزوار.
- الترويج والتسويق تهدف إلى توسيع حضور أبوظبي عالمياً عبر شراكات استراتيجية وزيادة الظهور الإعلامي، مع تسليط الضوء على تراثها الثقافي ومعالمها الحديثة كوسيلة لجذب جمهور دولي أوسع.
- البنية التحتية والتنقل عنصر أساسي في دعم النمو المتوقع للسياحة. تشمل الخطط توسيع شبكات النقل، وزيادة عدد الغرف الفندقية، وتحسين أنظمة المواصلات العامة، لضمان تجربة تنقّل مريحة وسلسة للزوار.
- التأشيرات والتراخيص والتنظيم تهدف إلى تسهيل إجراءات الدخول وتوفير بيئة تنظيمية أكثر ترحيباً بالسياح والمستثمرين. ومن خلال تبسيط متطلبات التأشيرات واعتماد سياسات تنظيمية محفزة، تتوقع الإمارة جذب مزيد من الزوار من مختلف أنحاء العالم.
الأثر الاقتصادي والثقافي
تسعى استراتيجية 2030 إلى رفع مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد المحلي من 49 مليار درهم في 2023 إلى 90 مليار درهم بحلول عام 2030. كما من المتوقع أن توفر أكثر من 178 ألف فرصة عمل جديدة، ليصل إجمالي الوظائف في القطاع إلى 366 ألف وظيفة.
ثقافياً، سيتم توسيع العروض والفعاليات لاستقطاب جمهور متنوع ومتزايد، مثل تجربة "هاري بوتر" في عالم وارنر براذرز أبوظبي، ومدرسة الطهي "إيرث" بالتعاون مع الشيف العالمي ألان دوكاس، ما يعكس تنوع أبوظبي الثقافي ووجهها العصري الذي يناسب العائلات ومحبي المغامرة والثقافة على حد سواء.
شراكات تعاونية لإنجاح الرؤية
تعتمد الاستراتيجية بشكل كبير على التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص. ومن بين الشراكات الرئيسية، التعاون مع وسائل إعلام عالمية، ودائرة التنمية الاقتصادية، ودائرة البلديات والنقل، لتسهيل الإجراءات وتعزيز البنية التحتية وتوسيع نطاق العروض الترفيهية والثقافية.
على سبيل المثال، يعمل التعاون مع شركة مطارات أبوظبي على رفع القدرة الاستيعابية لمطار أبوظبي الدولي لمواكبة الزيادة المتوقعة في أعداد الزوار، مع الحفاظ على جودة الخدمات العالية.
ختاماً
تشكل استراتيجية أبوظبي السياحية 2030 خطة متكاملة وطموحة لتحقيق نمو ملموس في القطاع السياحي. ومن خلال تعزيز التجارب الثقافية، وتحديث البنية التحتية، وبناء شراكات استراتيجية، تمضي أبوظبي بثقة نحو ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية عالمية رائدة. هذه الاستراتيجية لا تستهدف فقط زيادة عدد الزوار، بل أيضاً تحسين جودة تجربة السفر، مما يعزز من جاذبية الإمارة على خارطة السياحة الدولية.