الهيدروجين، البطاريات، والطاقة الشمسية: ثورة الطاقة المتجددة في أبوظبي
تُسرّع مشاريع الطاقة المتجددة في أبوظبي من انتقال الإمارة نحو مستقبل أكثر استدامة، مع التركيز على مشاريع الطاقة الشمسية واسعة النطاق، وطاقة الرياح، وتخزين الطاقة بالبطاريات، ومبادرات الهيدروجين. وبحلول عام 2030، تهدف أبوظبي إلى تحقيق 10 غيغاواط من الطاقة الشمسية المركبة، بقيادة كل من مصدر، وشركة مياه وكهرباء الإمارات (EWEC)، وأدنوك التي تستثمر 55 مليار درهم في حلول منخفضة الكربون.
وبينما تشمل استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 استثماراً وطنياً قدره 600 مليار درهم في مصادر الطاقة المتجددة، ترسّخ أبوظبي مكانتها القيادية عبر مشاريع بارزة مثل مشروع مصدر للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات بقيمة 6 مليارات دولار. وتشكّل هذه الجهود معايير عالمية، حيث تضمن أمن الطاقة وتضع أبوظبي في طليعة التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
ديسمبر 2024: توسعة EWEC للطاقة المتجددة بقدرة 4.6 غيغاواط
تتطلب الخطط الطموحة نطاقاً واسعاً، وقد شهد ديسمبر 2024 إنجازاً كبيراً في مسيرة مشاريع الطاقة المتجددة في أبوظبي، حيث أقرت شركة مياه وكهرباء الإمارات أربع تطويرات رئيسية على مساحة 75 كيلومتراً مربعاً. تشمل هذه المشاريع ثلاث محطات طاقة شمسية في الفاية، الخزنة، والزرف، بطاقة إجمالية قدرها 4.5 غيغاواط، بالإضافة إلى مزرعة رياح بقدرة 140 ميغاواط في منطقة السلع.
ومع سعي أبوظبي إلى الوصول إلى 10 غيغاواط من الطاقة الشمسية المركبة بحلول عام 2030، تمثل هذه المشاريع نقطة تحول واضحة نحو الطاقة النظيفة. وقد تعاونت عدة جهات حكومية، بما في ذلك دائرة الطاقة، وهيئة البيئة – أبوظبي، ووزارة الدفاع، لتأمين الأراضي والموافقات التنظيمية، مع الحفاظ على الاستدامة البيئية.
يناير 2025: رهان مصدر بـ6 مليارات دولار على الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات
تسارعت جهود الطاقة النظيفة في يناير 2025 عندما كشفت "مصدر" عن أحد أكثر مشاريع الطاقة المتجددة تطوراً في العالم. يتضمن المشروع استثماراً بقيمة 6 مليارات دولار لإنشاء قدرة توليد شمسية قدرها 5.2 غيغاواط، إلى جانب نظام لتخزين الطاقة في البطاريات بسعة 19 غيغاواط/ساعة، ما يوفر 1 غيغاواط من الطاقة المتواصلة على مدار الساعة.
لم تعد أبوظبي مقيدة بتقلب ضوء الشمس، إذ تم تصميم المشروع لتوفير طاقة متجددة مستقرة على مدار اليوم، مما يعزز استقرار الشبكة. ستقوم شركتا JA Solar وJinko Solar بتوريد 2.6 غيغاواط من وحدات الطاقة الشمسية المتطورة، في حين تضمن تقنية البطاريات TENER من CATL استمرار تدفق الطاقة. ومن المتوقع أن تقوم شركتا Larsen & Toubro وPowerchina ببناء المشروع وتشغيله بحلول عام 2027، على مساحة 90 كيلومتراً مربعاً من صحراء أبوظبي.
استراتيجية أبوظبي للطاقة: شراكات تدفع عجلة الابتكار
لا تحدث ثورة الطاقة النظيفة في أبوظبي بمعزل عن العالم. فبعض من أبرز مشاريع الطاقة المتجددة في أبوظبي تعتمد على شراكات عالمية تهدف إلى تسريع الابتكار، منها:
-
دعم أدنوك لاستثمارات بقيمة 55 مليار درهم في تقنيات إزالة الكربون.
-
تعاون سيمنس للطاقة ومكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO) في توسيع حلول التكنولوجيا النظيفة.
-
من المتوقع أن تقلل محطة "نور أبوظبي"، أكبر محطة طاقة شمسية أحادية الموقع في العالم، من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار مليون طن سنوياً.
-
محطة براكة للطاقة النووية ستمنع 22 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً، مما يعزز مزيج الطاقة النظيفة في الإمارة.
تثبت أبوظبي أن الحجم والابتكار والالتزام يمكنها أن تعيد تعريف مستقبل الطاقة. ومع اقترابها من تحقيق 10 غيغاواط من الطاقة الشمسية، واستثمارات بقيمة 6 مليارات دولار في تخزين البطاريات، تشكل الإمارة نموذجاً عالمياً للطاقة النظيفة. فمشاريعها الرائدة—سواء في الطاقة الشمسية أو الرياح أو الهيدروجين—لا تساهم فقط في الاستدامة، بل تعيد صياغة العلاقة بين أمن الطاقة والنمو الاقتصادي في عالم منخفض الكربون.
