استثمارات أجنبية بقيمة 431 مليون دولار وسط صفقات عقارية بقيمة 6.89 مليار دولار
تواصل أبوظبي ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للاستثمار العقاري، حيث جذبت 431 مليون دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال الربع الأول من عام 2025. ومع تدفق رؤوس الأموال الأجنبية إلى المشاريع العقارية البارزة، يظهر السوق العقاري في الإمارة قدرته على الصمود وجاذبيته لتحقيق عوائد طويلة الأجل. في هذا المقال، نسلط الضوء على نمو سوق العقارات في أبوظبي خلال الربع الأول من 2025 والعوامل الأساسية التي تقف وراء هذا الزخم المتصاعد.
المستثمرون الأجانب يقودون نمو السوق العقاري في أبوظبي
ثقة المستثمرين الدوليين بسوق العقارات في أبوظبي في أعلى مستوياتها، حيث تم تسجيل 384 صفقة استثمار أجنبي مباشر خلال الربع الأول من 2025، بزيادة كبيرة مقارنة بـ58 جنسية فقط في نفس الفترة من العام الماضي. تعكس هذه الأرقام تنوع قاعدة المستثمرين الأجانب – من مؤسسات مالية إلى أفراد ذوي ثروات عالية يبحثون عن أصول آمنة ذات عائد مرتفع.
يتماشى نمو الاستثمارات الأجنبية مع رؤية أبوظبي لتعزيز جاذبيتها للمستثمرين الدوليين، بدعم من سياسات مثل برامج الإقامة الموسعة، تأشيرة الإقامة الذهبية لمدة 10 سنوات، وتطوير البنية التحتية الاستراتيجية. ينظر المستثمرون إلى أبوظبي كمركز استثماري مستقر طويل الأمد، بفضل البيئة الاقتصادية الآمنة، والتشريعات الضريبية المرنة، والفرص الواعدة للعائد على الاستثمار.
6.89 مليار دولار قيمة إجمالية للصفقات العقارية في أبوظبي
إلى جانب ارتفاع الاستثمار الأجنبي، بلغ إجمالي الصفقات العقارية في أبوظبي 6.89 مليار دولار خلال الربع الأول من 2025 – بزيادة سنوية قدرها 34.5%. تم تنفيذ 6,896 صفقة، مما يدل على تزايد الإقبال من قبل المشترين المحليين والدوليين.
وصلت صفقات البيع والشراء إلى 4.22 مليار دولار عبر 3,819 صفقة، بزيادة بنسبة 26.7% مقارنة بالربع الأول من 2024. في المقابل، ارتفعت صفقات التمويل العقاري إلى 2.67 مليار دولار من خلال 3,077 اتفاقية، بزيادة سنوية قوية بلغت 49%، مما يعكس تطور أدوات التمويل طويل الأجل.
رؤوس الأموال الدولية تستهدف أبرز مناطق أبوظبي
يتجه المستثمرون الأجانب المباشرون إلى المناطق الأكثر طلباً في أبوظبي، إدراكاً منهم لقيمتها المتنامية على المدى الطويل. من أبرز المناطق:
- جزيرة السعديات (1.52 مليار دولار): وجهة مفضلة للمستثمرين الفاخرين، بفضل مشاريعها الراقية ومساكنها الشاطئية.
- جزيرة ياس (980 مليون دولار): لا تزال محط أنظار المستثمرين، لما توفره من مشاريع سكنية فاخرة وعوائد إيجارية قوية.
- مدينة محمد بن زايد (570 مليون دولار): خيار متنامٍ للاستثمارات المتوسطة، وسط تزايد الطلب على العقارات الميسورة.
- جزيرتا الريم والحديريات: تجاوزت قيمة الصفقات فيهما 270 مليون دولار لكل منهما، مما يبرز تنوع سوق العقارات في أبوظبي.
عوائد مرتفعة تقودها الاستثمارات الأجنبية في العقارات
لا يكتفي المستثمرون الأجانب في أبوظبي بضخ رؤوس الأموال، بل يحققون عوائد قوية في مختلف فئات العقارات:
- الشقق الميسورة: مثل مشروع الريف (8.38%) والغدير (9.95%) يقدمان عوائد إيجارية مرتفعة.
- السكن المتوسط: في أماكن مثل جزيرة الريم، بني ياس، ومدينة مصدر، تتراوح العوائد بين 5.57% و7.60%.
- المشاريع الفاخرة: مثل جزيرة ياس، جزيرة السعديات، وشاطئ الراحة تحقق عوائد بين 3.88% و7.37%.
- الفلل: الفلل الميسورة في الريف تعطي عوائد بنسبة 6.45%، بينما الفلل الفاخرة في ياس والسعديات توفر عوائد تبدأ من 4.55%.
بفضل التخطيط الحضري الاستراتيجي وسياسات الاستثمار المحفزة، يُعد قطاع العقارات في أبوظبي واحداً من أكثر الأسواق العالمية ربحية للمستثمرين.
نظرة مستقبلية: استراتيجية توسع سوق العقارات في أبوظبي
مع تسجيل 7.8 مليار دولار كاستثمار أجنبي مباشر في عام 2024 وإطلاق 38 مشروعاً جديداً على المخطط، تعمل أبوظبي على توسيع محفظتها العقارية لتلبية تطلعات المستثمرين. البنية التحتية الذكية، والعقارات الفندقية الفاخرة، ونمو القطاع التجاري ستكون من الركائز الأساسية في موجة الاستثمار القادمة.
ومع استمرار أبوظبي في ترسيخ مكانتها كمركز عقاري جاهز للمستقبل، من المتوقع أن تظل الاستثمارات الأجنبية المباشرة محركاً أساسياً لنموها المستدام، جاذبةً مستثمرين من المنطقة والعالم الباحثين عن الاستقرار والعائد المرتفع.
